ناشد عدد من المسافرين الذين يستغلون القطار الرابط بين مغنية وتلمسان السلطات العمومية لإعادة تهيئة شبكة السكة الحديدة التي باتت تتسبب في حوادث أليمة .وجاء نداؤهم على خلفية وقوع حادث انحراف قطار للمسافرين كان قادما من مغنية نحو وهران عبر تلمسان الذي يعد الرابع من نوعه في اقل من سنة على مستوى محور وهران الحدود الغربية والثاني بنفس المنطقة بعد حادث انحراف قطار البضائع بالعقيد لطفي بضرورة التدخل لإعادة إصلاح خط السكة الحديدية الذي يشهد حالة كارثية.
كشف بعض إطارات السكة الحديدية على مستوى الجهة الغربية في اتصال هاتفي أنهم اتصلوا بالوزارة المعنية لمطالبتهم بالتدخل العاجل من اجل إيجاد حل للخط خاصة ما تعلق بالمحور وهران ـ الغزوات التي يحتاج إلى عناية بفعل غياب الصيانة به منذ مدة طويلة ما جعله غير صالح لحركة القطارات حيث يعود إلى سنة 1931 إذ تآكل نتيجة غياب الترميم ما أدى إلى وقوع عشرات الحوادث متسببا في تحطيم عدة قطارات من سيدي بلعباس وتلمسان ، الأمر غذى مخاوف من طرف السائقين حيث باتوا يرفضون العمل على هذا المحور الذي يصنف ب»محور الموت» على حد تعبير مستعملي القطار بهذه الجهة.
وأشارت ذات المصادر أن السكة الحديدية على مستوى الجهة الغربية التي أصبحت غير صالحة للاستعمال وتشكل خطرا على المسافرين في ظل تكرار الحوادث منها تلك الأخطر التي وقعت مؤخرا خاصة ما تعلق بالمحور الرابط ما بين النقطة الكيلومترية رقم 68 الواقعة بمنطقة ببوخنفيس إلى النقطة الكيلومترية رقم 207 الواقعة بمنطقة العقيد عباس بالحدود الغربية على مسافة 139كم والتي تآكلت حوافها وأصبحت تهدد القطارات بالانزلاق بالإضافة للمنطقة الرابطة ما بين مغنية والغزوات الممتدة على مسافة 54 كلم والتي وصلت إلى درجة عالية من الإهمال ما أدى إلى وقوع عشرات الحوادث على غرار الانحرافات.
وقد انجر على هذا الاهتراء تحطم 4 قطارات جديدة قيمة كل منها 250 مليون أورو لا تزال في مركز الجر لناحية وهران بعد أن تحولت إلى قطع غيار غير مستعمل نتيجة حوادث الانحراف بفعل سوء السكة الحديدية.
وأفاد ذات المسؤولين أن وزارة النقل خصصت غلافا ماليا كبيرا للنهوض بالسكة الحديدية وترميمها منذ سنة 2016 لكن لحد الآن لم يتغير شيئا، ما زاد من الخطر زيادة على وضعية المحطات التي وصلت إلى درجة كبيرة من الانحطاط.
كما تطرق الإطارات الى عدة مسائل منها نقاط غير محروسة تجاوز عددها 87 نقطة بالجهة الغربية ما تسبب في وقوع حوادث مرور خطيرة تسببت في حالة وفاة وتحطم قطارات بفعل غياب الرقابة.
من جهة أخر أشار ذات الإطارات إلى اهتراء وضعية السكة الحديدية الرابطة ما بين وهران وبشار خاصة على مستوى الجزء الذي يربط ما بين منطقة الطابية ببلعباس ومشرية بالنعامة ما يرغم القطارات على السير بسرعة لا تتعدى ال30 كلم /سا ، لتفادي الانزلاق.
كما أكد المسؤولون عن نقص القاطرات التي تستعمل في جر عربات نقل البضائع ونفسها تستعمل في جر عربات نقل المسافرين ما أدى إلى تأخر الرحلات ونفور الركاب وتعب السواق ما يؤدي إلى حوادث خطيرة .
زيادة على هذه المسائل الملحة بات من الضروري مراقبة النقاط ال87 التي صارت تهدد حياة الركاب والعمال من جهة وتخرب تجهيزات المؤسسة من جهة أخرى، ما قد يؤدي إلى إفلاس هذه المؤسسة التي تعد من اعرق المؤسسات على المستوى الوطني نتيجة التنقلات اليومية للمسافرين.